حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1587541 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
27/5/2010

المصدر: الثبات - عدد116
عدد القرّاءالاجمالي : 2932


الغرب بين النوايا الايرانية.. والتجارة النووية الاسرائيلية

د.نسيب حطيط

يعيش العالم ارهاصات الظلم الأميركي الفاضح بحق الشعوب ، باغتصاب العدالة الدولية وما يدعى القانون الدولي ،الذي يتم استخدامه كأداة للغزو واستعمار الشعوب والدول التي تسعى للحرية والاستقلال ،كما يقف هذا القانون الدولي وبأمر مباشر من أميركا وحلفائها عاجزاً عن طرق أبواب المحتلين في فلسطين والعراق وافغانستان ،كما عجز في فيتنام والجزائر وغيرها من البلاد التي حكمها الاستعمار الغربي خصوصا والاحتلال الأميركي بعد الحرب العالمية الثانية .

وينص القانون الأميريكي المسمى دوليا ً،بأن كل فعل اكاديمي اوصناعي أو عسكري أو علمي يمنح المبادرين اليه هامشا من المناورة والاكتفاء الذاتي فهو عمل عدائي للمنظومة الدولية وخروجا عن الإستعباد الدولي الجديد ونظام الرق الإستعماري الذي يبنى بالاتفاقيات الدفاعية والامنية والاقتصادية بين دول صغيرة متواضعة وبين دول عظمى كأميركا و فرنسا و بريطانيا كمصطلح ملطف للاستعمار أو الغزو المباشر .

إن الملف النووي الايراني قد بدأ في عهد الشاه عام 1957 و برعاية أميركية والمانية في وقت متزامن مع المشروع النووي الإسرائيلي ، وبقي هذا الملف ومختبراته ينموان حتى سقوط الشاه عند انتصار الثورة الاسلامية ، أي أن أميركا هي الأب الشرعي لولادة الملف النووي الايراني بعنوان "طبي" عندما كانت ايران الشرطي الأميركي للخليج وبرج المراقبةالمتقدم على الحدود السوفياتية في ذروة الحرب الباردة بين القطبين الأميركي و السوفياتية والأداة الأقليمية لضرب الحركات الثورية، والعين الاسرائيلية على الخليج حيث كانت ايران تمثل القدم الثانية للمارد الأميريكي في الشرق الأوسط للتقدم بخطى ثابتة للسيطرة على المنطقة ،وفتحت أبواب التسلح والقدرات النووية وغيرها على مصراعيها ، وعندما فتحت أول سفارة فلسطينية في طهران بعد إنتصار الثورة الإسلامية، أغلقت أبواب الحياة على ايران وفتحت عليها أبواب الجحيم في الحرب العراقية عليها والحصار الكامل على الثورة حديثة الولادة .

ان ما تطلبه ايران هو حق تضمنه التشريعات والقوانين الدولية ، في الامتلاك السلمي للطاقة النووية ،ويصبح المشروع النووي أكثر الحاحاً وإنسانية لأن استعمالاته الأولى هي في معالجة مرضى السرطان الذين تجاوز عددهم (850000) ايراني .وبالتالي فإن ما تقوم به أميركا و حلفاؤها الغربيين يؤدي الى اعدام حوالي مليون مريض ايراني ،فيما تعرض اسرائيل ترسانتها النووية السرطانية للبيع منذ 1975 ويعطى رئيسها بيريزجائزة نوبل للسلام تقديرا لعروضه النووية وبيع قنابل نووية الى جنوب افريقيا العنصرية عام 1975.

لكن مايثير الاستغراب هو الموقف العربي الذي يتحرك و يحرك عن بعد ،فقد سكت العرب دهرا عن المشروع النووي الاسرائيلي(العسكري)و هم في ذروة عدائهم لاسرائيل لكنهم لم يتحركوا ضد مشروعها النووي الذي اقيم على ارضهم المحتلة و في قلب العالم العربي، لكنهم الان و بطلب اميركي يستفيقون و ينادون لمحاصرة الخطر الايراني النووي ضدهم،(وهم الذين يعلنون ذلك) و ليست ايران التي اعلنت تحالفها ووقوفها الى جانب القضية الفلسطنية بما تمثل من قضية مركزية للعرب وكذلك تضامنها مع الدول العربية المقاومة و الممانعة و حركات المقاومة،فيما تتنافس الدول العربية المسماة(محور الاعتدال)المتحالفة مع اميركا و المتاوطئة مع الخطط الاسرائيلية لضرب ايران وتعمل لرفع شعار عدم القبول بالنووي الايراني مع انها لاتملك القدرة على المعارضة او التاثير لفقدانها مقومات القوة ووحدة الموقف.

ان الحنكة و الذكاء السياسي الايراني،يضاف الى تضامن بعض الدول مع ايران وحقها القانوني في تطوير ابحاث الطاقة،والتي توجت بتوقيع اتفاق تبادل اليورانيوم على الاراضي التركية وبمشاركة برازيلية ،وهما الدولتان اللتان لاتصنفان في خانة الدول المعادية لامريكا بل على العكس فإن تركيا عضو في حلف الاطلسي بقيادة اميركا ،و البرازيل التي تتمايز عن فنزويلا في امريكا الاتينية ،وبالتالي لم يكن الإتفاق بعيدا عن العين الأميركية وعدم الممانعة الضمنية.

ان توقيع الاتفاق الثلاثي اربك الامريكيين و حلفائهم خاصة الصهاينة حيث جاء في اللحظة القاتلة في ذروة التحرك الاميريكي لاستصدار قرار جديد من مجلس الامن لحصار ايران و تشديد العقوبات، و سحب الذرائع من الامريكيين و المؤسسات الدولية المصادرة امريكيا، و اعطى إيران صك برائة حول إتهامها بعدم قبولها بالحوار او التفاهم مع الاخرين،و فضح النوايا الامريكية، و دعم وجهة النظر الايرانية التي تقول بالاهداف السلمية لمشروعها النووي خاصة على المستوى الطبي او انتاج الطاقة الكهربائية.

لكن الاميركيين و الغربيين لايفهمون إلا لغة القوة ،ولا مكان للضعفاء في قاموسهم السياسي سوى تنفيذ التعليمات اومبادلتهم في المفاوضات السياسية و استعمالهم اثمانا جغرافية او سياسية للتوزيع بما يضمن المصلحة الاميركية،ففي ذروة الهجوم السياسي و القانوني على ايران، رضخت فرنسا لمبادلة الرهائن بينها و بين ايران ،والاطلاق المتزامن للمعتقلين في البلدين ،واستكملت الخطوة ايضا بإطلاق المعتقلين الإيرانيين في العراق من قبل الجيش الاميريكي مقابل السماح لامهات السجناء الاميركيين الثلاثة المعتقلين في طهران بمقابلة ابنائهم مقدمة لاطلاقهم فيما بعد.

و اهم ما في الاتفاق النووي الثلاثي خاصة على الساحة اللبنانية انه سحب ترهات بعض السياسين و القوى في لبنان لجهة اتهام المقاومة بانها تستخدم سلاحها في الساحة اللبنانية لحماية الملف النووي الايراني لسذاجتهم وسطحيتهم ،فالنووي الايراني يمكن ان يحمي المقاومة،و ليس العكس ، فها هو الملف الايراني يعالج نفسه ذاتيا خارج الحدود اللبنانية و حتى العربية، و يتحرك في ساحات بعيدة عن المجال السياسي اللبناني و العربي،و يعلن ولادة قوى دولية ناشئة كانت توصف بالعالم الثالث (ايران-تركيا-البرازيل-فنزويلا-سوريا) و يعلن بدء ولادة محور جيوسياسي من لبنان و سوريا و تركيا و ايران و روسيا حتى الصين،.تجمعه فكرة الدفاع عن.مصالحه وسيادته و امنه في مواجهة المشروع الاميركي السياسي و العسكري،و كذلك الانهيار المالي و الاقتصادي الاوروبي الذي صار على الابواب ،لتكون اوروبا كبش فداء لانقاذ اميركا نفسها ا قتصاديا و سياسيا ،وقد ظهرت بوادر الازمة في اليونان و على مشارف اسبانيا والبرتغال،وتدق ابواب اليورو وانخفاضه المستمر و الخطر.

ان كل العالم و دوله يعرف مايريد و يعمل لحماية مصالحه و حماية ثرواته،بينما يغط العرب في نوم عميق ،يسلبهم اللصوص العالميون ثرواتهم،ويتقاسم الاقوياء النفوذ و الامرة عليهم،ويغتصب الاخرون اراضيهم،و يقسم الاستعمار و الاحتلال امتهم ووطنهم العربي،و هم يتلهون في خوض معارك ليست لهم و ليسوا من اهلها يتقاذفهم اللاعبون ككرة القدم و سيسددون الاهداف بؤوسهم و رؤوس ضحايا فلسطين و القدس العراق و يبقى الامل بالمقاومة و الممانعة..والصمود وعدم الإستسلام.


مقالات ذات علاقة


مقابلة حول عملية الطعن في فلسطين نسيب حطيط قناة القدس _العملية لجهة التوقيت والمكان لها دلالات...


ارواح لا يقتلها الرصاص د نسيب حطيط من #حكايا_البطولة_في_تموز2006 في مثل هذه الأيام كنا في أيام...


مات علي وبقيت لعبته نسيب حطيط يروى ان معجزة السيد المسيح (ع) الأولى كانت في قانا يحضر عرساً...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by